27 مرض معدي مدمر 

27 مرض معدي مدمر 

18 يوليو , 2018

ملخص المقال:

تنشأ الأمراض المعدية نتيجة دخول أجسام غريبة وضارة للجسم. تتفاوت الأمراض المعدية في الحدة وقابليتها للعلاج. يحصر المقال ٢٧ مرض معدي و مدمر منها.

 

السعال:

يسبب تفشي الأمراض والأوبئة في مناطق محددة وحتى الأوبئة التي تنتشر من قارة إلى قارة أخرى. أمدنا الطب الحديث وطرق الوقاية بالقدرة على التحكم ببعض الأمراض المعدية الخطيرة، بل والسعي إلى انقراضها مثل الجدري، لكن لا زلنا نعاني من بعضها حتى اليوم. ويظهر أن الفقراء والضعفاء هم غالباً من يكونون ضحايا للأمراض المعدية.

 

الجدري:

يعتقد العلماء بأن الجدري والذي يسبب آفات جلدية، قد نشأ قبل حوالي ثلاثة آلاف سنة في الهند أو مصر قبل أن يجتاح القارات. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية تسبب فيروس الجدري -المسبب للمرض- بقتل ثلث المصابين وترك الآخرين يعانون من العمى والندوب. وفي عام 1980، أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء على المرض رسميا بعد حملة تطعيم استمرت ما يقارب عشر سنوات. ويجري احتجاز العينات المتبقية من الفيروس في منشآت في الولايات المتحدة وروسيا.

 

Smallpox

التقطت الصورة سنة 1975 لمقبرة قرية في ريف بنغلاديش حيث دفن ضحايا الجدري. يعتقد بأن المرض قتل حوالي 46% من المصابين حيث سجلت الحالات في مستشفى بمدينة دكا، مما دمر البلاد لعدة قرون.

 

 

الطاعون:

على عكس الجدري، هذا القاتل القديم لازال يصيبنا. وقد تم إلقاء اللوم على الطاعون – الذي تسببه بكتيريا تحملها البراغيث – بتدمير مجتمعات بما فيها أوروبا في القرن الرابع عشر أثناء فترة الموت الأسود، عندما قضى الطاعون على ما يقرب ثلث السكان، متضمناً بازل وسويسرا كما يظهر في اللوحة عام 1349. هذا المرض يأتي في ثلاثة أشكال، ولكن الأكثر شهرة هو الطاعون الدبلي، الذي يتميز تورمات مؤلمة في العقد الليمفاوية.

Plague

الطاعون موجود الآن في الحيوانات في جميع أنحاء العالم، وخاصة في غرب الولايات المتحدة وأفريقيا. في سبتمبر 2016، أفادت منظمة الصحة العالمية عن 783 حالة (بما في ذلك 126 حالة وفاة) في جميع أنحاء العالم من الطاعون.

 

الملاريا:

على الرغم من أنه يمكن الوقاية من الملاريا وقابليتها للشفاء، إلا أن لها تأثير مدمر في أفريقيا، حيث يمثل المرض 20% من وفيات الأطفال، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وهو أيضاً متواجد في قارات أخرى. ينتج المرض بسبب طفيلي ينتقل من خلال البعوض، أول علامات المرض الحمى، القشعريرة وأعراض تشبه الإنفلونزا قبل التقدم إلى مضاعفات أكثر خطورة. بحلول عام 1951، تم القضاء على المرض في الولايات المتحدة بمساعدة مبيد دي تي تي DDT. وذكرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن حملة لاحقة لمنظمة الصحة العالمية للقضاء على الملاريا كانت ناجحة فقط في بعض الأماكن حيث انخفض الهدف بعد ذلك إلى الحد من انتقال المرض. وقد وزعت منظمة الصحة العالمية ما يسمى بشبكات مبيدات الحشرات طويلة الأمد من أجل الحد من لدغ البعوض الذي يحمل الملاريا، بما في ذلك في كمبوديا (المبينة بالأسفل).

 

Malaria

 

الإنفلونزا:

 

 الإنفلونزا عدوى تنفسية موسمية، مسؤولة عن حوالي 3 ملايين إلى 5 ملايين حالة إصابة بمرض خطير وحوالي 250 ألف إلى 500  ألف حالة وفاة سنويا في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن العدوى الفيروسية تصبح أكثر تدميرا بشكل دوري: فوباء عام  1918 قتل حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. كما أصبح واضحا ومخيفاً في السنوات الأخيرة من خلال “إنفلونزا الخنازير” و “إنفلونزا الطيور”، فبعض فيروسات الأنفلونزا تنتقل كائنات متنوعة.

Influenza

يوضح هذا النموذج ثلاثي الأبعاد الشكل العام لفيروس الإنفلونزا، حيث هناك أنواع مختلفة.

 

 

مرض السل:

من المحتمل أن يكون مرض السل مميتاً. ويحدث بسبب البكتيريا المتفطرة السلية، التي عادة ما تهاجم الرئتين وتسبب السعال الدموي.  لكن البكتيريا لا تجعل جميع الحاملين لها مصابين بالمرض، حيث هناك ما يصل إلى ثلث سكان العالم يحمل حاليا هذه البكتيريا. وبين المصابين بالسل -وليس بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)- يصبح 5% إلى 10% مريضين أو معديين خلال حياتهم.

Tuberculosis

صورة أشعة سينية لصدر مريض يعاني من السل في حالة متقدمة.

 

إن عدوى السل الشاملة هي أكثر شيوعا بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. وقد شكلت بكتيريا السل تحالفا مميتا مع فيروس الإيدز الذي يدمر الجهاز المناعي، حيث يفاقم كلاً منهما الآخر وفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية.

 

مرض الإيدز:

عند نهاية 2015 كان هناك حوالي 36.7 مليون شخص يتعايشون مع عدوى نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وحوالي 1.1 مليون فارقوا الحياة بسببه، وفقا لمنظمة الصحة العالمية..

في حين أن هناك العديد من الجناة على قائمة أسباب هذا المرض تربطهم علاقة طويلة الأمد مع البشر، إلا أن فيروس نقص المناعة البشرية وصل حديثاً. وقد تم توثيق تأثيره على بعض خلايا الجهاز المناعي لأول مرة عام 1981. يعمل فيروس نقص المناعة البشرية من خلال تدمير جزء من الجهاز المناعي، حيث يترك ضحاياه عرضة لجميع أنواع الأمراض الانتهازية. ويُعتقد أنه قد تطور من فيروس نقص المناعة القردي؛ الذي يصيب القرود.

 

الكوليرا :

الكوليرا تسبب الإسهال الحاد، وإذا تركت دون علاج، فإن العدوى الحادة يمكن أن تقتل المريض في غضون ساعات. عادة نجد البكتيريا المسؤولة عن المرض في الطعام أو الماء الملوث بفضلات المصابين، وبفضل تحسين مرافق الصرف الصحي، كانت حالات الكوليرا نادرة في الدول الصناعية على مدى المائة عام الماضية.

ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه خلال القرن التاسع عشر، انتشرت الكوليرا من مقرها الهند إلى أرجاء العالم وسببت ستة أوبئة حصدت ملايين الأرواح.

Cholera

خلال تفشي وباء الكوليرا في بيرو في عام ١٩٩٢، تم تحويل غرفة انتظار المستشفى إلى جناح طوارئ للكوليرا.

 

وفي الآونة الأخيرة، أدى تفشي وباء الكوليرا في هايتي، الذي بدأ بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في عام2010 إلى مقتل أكثر من 9000 شخص ومرض أكثر من 775000 شخص حتى أبريل / نيسان 2016 ، وفقا لما ذكر في صحيفة سليت.

 

داء الكلب:

لم يعد تهديدا كبيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن لايزال مشكلة قاتلة في مناطق أخرى من العالم. ويسبب مرض داء الكلب عشرات الآلاف من الوفيات سنوياً في دول أفريقيا وآسيا. وفقا لمنظمة الصحة العالمية يموت شخصان تقريباً سنوياً في الولايات المتحدة من المرض. ينتقل المرض إلى البشر من خلال لعاب الحيوانات المصابة، وخاصة الكلاب. وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يمكن أن يصعب الكشف عن الأعراض الأولية لداء الكلب في البشر، لأنها تحاكي الإنفلونزا وتشمل الضعف العام، وعدم الراحة والحمى، ولكن مع تقدم المرض، قد يتعرض المرضى للهذيان، والسلوك غير الطبيعي، والهلوسة، والأرق. وحتى الآن، لايزال هناك أقل من 10 أشخاص أصيبوا بداء الكلب وبدأت تظهر عليهم الأعراض لايزالون على قيد الحياة. على الرغم من ذلك أيضاً يوجد لقاح داء الكلب وعادة ما يكون فعال جدا في منع العدوى بالفيروس ومعالجة الأفراد المصابين قبل ظهور الأعراض.

 

التهاب رئوي:

قد لا يستحضر الالتهاب الرئوي الفزع نفسه مثل داء الكلب أو الجدري، ولكن يمكن أن تكون عدوى الرئة مميتة، خاصة بالنسبة للمتقدمين بالعمر المتخطين 65 عاما أو الأطفال أقل من 5 سنوات. وفقاً للدكتور أميش أدالجا، وهو متخصص في الأمراض المعدية، ومساعد أول في مركز الأمن الصحي التابع لجامعة بيتسبرغ الطبية، إن المرض يمكن أن يكون ناجم عن بكتيريا أو فيروس أو مزيج من الاثنين معا. في لايف ساينس، سبتمبر 2016 قال د. أدالجا “يمكن للشخص أيضا أن يصاب بالالتهاب الرئوي من العدوى الفطرية والطفيليات أو ردود الفعل على بعض الأدوية “. في عام 2014، كان هناك 50622 حالة وفاة بسبب الالتهاب الرئوي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

 

الإسهال المعدي:

الفيروس العجلي (فيروس روتا)، هو السبب الأكثر شيوعا لالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي (النزلات المعدية المعوية)، والمؤدي إلى مرض الإسهال الذي يمكن أن يكون قاتلا. وفقا لمنظمة الصحة العالمية في عام 2013، قتل الفيروس العجلي 215000 طفل دون سن الخامسة، نحو 22%من هذه الوفيات في الهند وحدها.

يسبب الفيروس الجفاف، نتيجة الإسهال المائي الشديد والقيء.

 

الإيبولا :

قد يبدو مرض فيروس إيبولا نادر الحدوث، إلا أنه مميت في كثير من الأحيان بسبب إحدى السلالات الخمس لفيروس إيبولا. ينتشر الفيروس بسرعة كبيرة، ويتغلب على استجابة الجسم المناعية ويسبب الحمى، وآلام في العضلات، والصداع، والضعف، والإسهال، والتقيؤ وآلام في البطن. كما أن بعض المصابين ينزفون من الأنف والفم في المراحل المتأخرة من المرض – وهي حالة تعرف باسم المتلازمة النزفية.

 

وقد بدأ آخر تفشي للإيبولا في غرب أفريقيا في عام 2014 ويعتبر أكبر تفشي من هذا النوع في التاريخ. وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أبريل/ نيسان 2016، توفي ما يقرب من 11300 شخص خلال فترة تفشي المرض، وتم الإبلاغ عن 28652حالة يشتبه في إصابتها بالفيروس.

 

ينتشر فيروس الإيبولا من شخص لآخر من خلال السوائل الجسدية، ويمكن لشخص سليم أن يلتقط الفيروس من خلال ملامسة دم أو إفرازات الشخص المصاب أو عن طريق لمس الأسطح (مثل الملابس أو الفراش) التي تحتوي على هذه السوائل.

 

 

مرض كروتزفيلد جاكوب البديل:

هذا المرض النادر والقاتل هو كما يوحي اسمه، وهو البديل عن مرض كروتزفيلد جاكوب. ويصنف على أنه اعتلال الدماغ الإسفنجي المعدي – معدي؛ حيث يمكن نقله من الماشية إلى البشر، والاسفنجي؛ لأنه يسبب تآكل لأنسجة المخ تظهر كثقوب. يمكن أن ينتقل المرض للبشر من خلال أكل لحوم الأبقار المصابة بمرض جنون البقر، وهو مرض مماثل لمرض كروتزفيلد جاكوب البديل تصاب به الماشية. وفي الفترة بين 1996 وآذار / مارس 2011، أُبلغ عن وقوع 225 حالة إصابة في المملكة المتحدة وعدة بلدان أخرى. قبل عام 1996، كان العلماء لا يعرفون أن الناس يمكنهم الإصابة بالمرض من خلال تناول لحوم الأبقار المصابة بمرض جنون البقر. معظم حالات الإصابة بالمرض قبل ذلك كانت فردية أو بسبب طفرة جينية معينة مرتبطة بهذا المرض. وحوالي 5% من جميع الحالات المبلغ عنها نتجت عن انتقال عرضي للمرض عن طريق معدات جراحية ملوثة أو بعض عمليات زرع أنسجة العين والدماغ.

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، الأفراد المصابون بمرض كروتزفيلد جاكوب البديل أصغر من المصابين بمرض كروتزفيلد جاكوب، حيث متوسط ​​عمر الأشخاص المصابين بالمرض الأول 28، في حين أن المصابين بالمرض الثاني 68 سنة. ويظهر أن المصابين بالمرض البديل يميلون إلى إظهار أعراض نفسية، بما في ذلك الاكتئاب، واللامبالاة أو القلق.

 

 

ماربورغ:

فيروس ماربورغ ينتمي إلى عائلة الفيلوفيروس، التي تتميز بالأشكال الخيطية للجسيم الفيروسي. تسبب مرض فيروس ماربورغ، ينتشر من شخص لآخر من خلال السوائل الجسدية، مثل فيروس الإيبولا. فيروس ماربورغ يشترك مع الإيبولا في بعض الأمور، كذلك. فهو ينقل إلى البشر من خفافيش الفاكهة التي تنتمي إلى عائلة بتيروبوديداي، ويمكن أن يسبب الحمى النزفية الفيروسية لدى بعض المرضى.

 

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم التعرف على فيروس ماربورغ لأول مرة فى ألمانيا فى عام 1967 بعد أن أصيب به العاملون في المختبر؛ الذين تعاملوا مع القردة المصابة به والمستوردة من أوغندا. القردة، مثل البشر، يمكن أن تصاب بفيروس ماربورغ. ومع ذلك، فإن خفافيش الفاكهة ليست مريضة بسبب فيروس ماربورغ (أو فيروس الإيبولا). فهي ببساطة مضيف للفيروس.

 

ويعتقد الباحثون أن الخفافيش قد تكون قادرة على حمل الكثير من الفيروسات التي تجعل البشر مرضى دون أن تصاب بها على الأقل جزئيا بسبب قدرتها على الطيران.

 

متلازمه الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط:

إن كنت تظن أن خفافيش الفاكهة المنتمية لعائلة بتيروبوديداي فإنه لا يمكن أن تسبب مرضا أسوأ من ماربورغ، لكن اتضح أنه يمكن. هذه الخفافيش الكبيرة العينين وآكلة الفاكهة هي أيضا مضيفة لمسبب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهو مرض فيروسي تنفسي تم التعرف عليه لأول مرة عام 2012 في المملكة العربية السعودية.

 

وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الأشخاص الذين يعانون من فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) يصابون بمرض تنفسي شديد، بما في ذلك الحمى والسعال وضيق التنفس. هذا المرض في كثير من الأحيان مميت.

 

حمى الضنك:

تفيد منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن الفيروسات التي ينقلها البعوض – والتي يعد فيروس حمى الضنك واحدا من بين العديد منها – تقتل ما يقدر 50000 شخص في جميع أنحاء العالم كل عام. (لم يتم تضمين الملاريا في هذا التقدير لأنه نتيجة سبب طفيلي وليس فيروسي).

 

حمى الضنك مرضٌ يمكن أن يسببه أحد الأنماط الفيروسية الأربع لفيروس حمى الضنك. البعوض – عادة من نوع الزاعجة المصرية، وفي بعض الأحيان –الزاعجة المنقطة بالأبيض- ينقل المرض من شخص إلى آخر.

Dengue

عوضة من نوع الزاعجة المصرية

 

لا يمكن للأشخاص التقاط حمى الضنك من بعضهم البعض. وعادة ما يعاني الأشخاص المصابون بالمرض من أعراض شبيهة بالإنفلونزا. وفي بعض الأحيان، يؤدي الفيروس إلى مضاعفات قاتلة محتملة تعرف باسم “حمى الضنك الشديدة” أو حمى الضنك النزفية، مع أعراض تشمل الحمى وآلام في البطن والقيء والنزيف وصعوبة في التنفس، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

 

الحمى الصفراء :

كما هو الحال في حمى الضنك، الحمى الصفراء تنتج بسبب فيروس من عائلة فلافيروس، وهي تنتشر من شخص لآخر عن طريق البعوض من جنس الزاعجة والمدمومة. سمي بهذا الاسم نسبة لأعراض اليرقان، أو اصفرار الجلد والعينين، التي تظهر على عدد قليل من المرضى المصابين.

 

ومع ذلك، فإن معظم المصابين لا تظهر عليهم أعراض اليرقان أو أي أعراض حادة أخرى. النسبة المئوية الصغيرة من المرضى الذين يعانون من مثل هذه الأعراض، هم أولئك الذين يدخلون المرحلة الثانية السامة والأكثر خطورة من المرض، حيث يصل انتشار وتفاقم الضرر إلى نظام الجسم، بما في ذلك الكبد والكلى. وتفيد منظمة الصحة العالمية أن نصف المرضى الذين يدخلون المرحلة الثانية والسامة من الحمى الصفراء يموتون في غضون 7 إلى 10 أيام.

 

لحسن الحظ بالنسبة لأولئك الذين يعيشون أو يسافرون إلى أحد 47 بلدا في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية وأفريقيا حيث تستوطن الحمى الصفراء، فإن هناك لقاح فعال للغاية ضد المرض. لم يكن الأمر كذلك في القرن السابع عشر، عندما اتنقلت الحمى الصفراء لأول مرة إلى أمريكا الشمالية وأوروبا، حيث تفشي المرض، وتسبب في هلالك عدد من السكان، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

 

هانتا فيروس:

تنتشر الفيروسات القاتلة إلى البشر بواسطة القوارض، وخاصة الفئران والجرذان. يمكن أن يصاب الناس بفيروس هانتا إذا كانوا على اتصال مباشر بالإفرازات الجسدية لهذه الحيوانات أو إذا كانوا يتنفسون هواء ملوث بجسيمات تحمل الفيروس من تلك الإفرازات عندما تصبح منتشرة.

 

تم تحديد فيروس سن نومبر هانتا لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية في عام  1993 بعد مرض غامض قتل العديد من الشباب في منطقة فور كورنرز في جنوب غرب البلاد.  في البداية من بين 24 مصاب بڤيروس سين نومبر توفي نصف المرضى – نتيجة عدوى تنفسية حادة تعرف باسم متلازمة الرئة الفيروسية.

 

خارج الولايات المتحدة – في آسيا وأوروبا وبعض أجزاء أمريكا الوسطى والجنوبية – يمكن أن تسبب الفيروسات الهانتا مرضا شديدا آخر، يعرف باسم الحمى النزفية مع متلازمة الكلى، . الأعراض الأولية لهذا المرض مماثلة لأعراض الحالة الأولى وتشمل أيضا الحمى والقيء والدوار. ولكن الحالة الثانية يمكن أيضا أن تسبب النزيف والفشل الكلوي.

 

 

الجمره الخبيثه أو إنثراكس  :

قد تكون على دراية بالجمرة الخبيثة من هجمات الجمرة الخبيثة في سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، والتي قتلت خمسة أشخاص وأصابت 17 شخص آخر، والتي تعتبر أسوأ هجوم بيولوجي في تاريخ الولايات المتحدة.

 

الجمرة الخبيثة هو مرض معد تسببه بكتيريا عصيات الجمرة الخبيثة التي تعيش في التربة وعادة ما تصيب الحيوانات البرية والمحلية مثل الماعز والأبقار والأغنام. وعادة ما يصاب البشر بهذا المرض عندما يتعاملون مع الماشية أو المنتجات الحيوانية المصابة. على الرغم من أنه يمكن أن تحصل على الجمرة الخبيثة عندما تدخل جراثيم البكتيريا إلى جلدك، أولئك الذين يعملون مع جلد الحيوانات أو الصوف التي قد تكون مصابة بالجمرة الخبيثة أيضا عرضة للإصابة باستنشاق انثراكس ب . العدوى الرئوية من هذا المرض هي الأكثر فتكا، حيث 92% من الحالات المبلغ عنها أدت إلى الوفاة.

 

 

المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين “سوبيربوغ”

المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، هي نوع من بكتيريا “ستاف” التي يمكنها أن تسبب التهابات في الجلد وتعفن الدم، وهي مقاومة لمعظم المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج هذه العدوى.

 

بدأت مقاومة المضادات الحيوية في الأربعينيات من القرن العشرين، عندما بدأ الأطباء علاج التهابات ستاف بالبنسلين. وقد ساعد الإفراط في استعمال الدواء (وإساءة استخدامه) الميكروبات على مقاومة البنسلين في غضون عقد من الزمان، وفقا لمجلة هارفارد، مما دفع الأطباء إلى البدء في علاج التهابات ستاف بالميثيسيلين. ولكن سوبيربوغ طور طريقة لمقاومة الميثيسيلين كذلك. في الواقع، سوبيربوج هو الآن مقاوم للعديد من المضادات الحيوية مثل البنسلين، بما في ذلك موكسيسيلين، أوكساسيلين، ديكلوكساسيلين وجميع فئة بيتا لاكتام من المضادات الحيوية.

 

تبدأ الالتهابات العنقودية عادة على الجلد حبوب حمراء صغيرة، ولكن يمكن أن تتحول إلى خراجات كبيرة تحتاج إلى إزالتها جراحيا، وفقا لمجموعة مايو كلينيك. يمكن أن تحدث التهابات أكثر خطورة مع البكتيريا في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدم والقلب والعظام. مثل هذه العدوى يمكن أن تكون مميتة.

 

الشاهوق:

المعروف أيضا باسم السعال الديكي، السعال الديكي هو عدوى بكتيرية في الجهاز التنفسي التي تسببها بكتيريا بورديتيلا السعال الديكي. وكما يوحي الاسم، فإن أعراض السعال الديكي هي السعال الشديد.

 

وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يشكل السعال الديكي خطراً بشكل خاص على الأطفال الذين يمكن أن يعانون من انقطاع النفس، أو توقف التنفس، وذلك نتيجة السعال لفترات طويلة الناجم عن المرض. ويذكر المركز بأن حوالي 50% من الأطفال المصابين بالسعال الديكي بحاجة إلى التنويم في المستشفى، وأن 25% من المصابين في المستشفيات اصيبوا بالعدوى الرئوية. وكان معظم الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب السعال الديكي (87%) بين عامي 2000 و2012 أطفال لا تزيد أعمارهم عن ثلاث أشهر.

 

الكزاز :

نفس اللقاح الذي يحميك من السعال الديكي يمكن أن يحميك أيضا من الكزاز، وهو عدوى تسببها البكتيريا كلوستريديوم تيتاني. وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن بكتيريا الكزاز تنتج السم في جسمك مما يسبب تقلصات العضلات المؤلمة. الرقبة والفك هي عادة أول الأجزاء المتضررة من المرض، مما يؤدي إلى الكزاز.

البكتيريا التي تسبب الكزاز تدخل من خلال الجلد ولكنها تعيش في الأوساخ أو التربة (وكذلك الأشياء التي تقع في التراب، مثل المسامير الصدئة) وفي أمعاء الإنسان والحيوان.

 

التهاب السحايا :

التهاب السحايا يشير إلى السحايا، أو الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي. يمكن أن ينتج هذا المرض المعدي من خلال العديد من الأسباب، بما في ذلك الفطريات والفيروسات والبكتيريا.

وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التهاب السحايا البكتيري والفيروسي هي الأنواع الأكثر شيوعا ويمكن أن ينتقل من شخص لآخر. في حين ينتشر التهاب السحايا البكتيري في كثير من الأحيان من خلال التقبيل. ينتشر التهاب السحايا الفيروسي عادة عندما يكون شخص ما في اتصال مع براز شخص مصاب (أي عند تغيير حفاضات أو عندما لا يغسل الشخص يديه بشكل صحيح بعد استخدام المرحاض).

بعض الناس يحصلون على التهاب السحايا بعد أن يعانون من إصابة في الرأس أو إجراء جراحة في الدماغ أو بسبب أنواع معينة من السرطان. هذا النوع من التهاب السحايا ليس معديا، وكذلك التهاب السحايا الفطري، الذي كان مسؤولا عن تفشي التهاب السحايا في الولايات المتحدة في عام 2012. 

 

Meningitis

يظهر هنا الدماغ المصاب بالتهاب السحايا الفطري

وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بعض الأشخاص الذين يعانون من التهاب السحايا يتطور لديهم مرض المكورات السحائية، التي تسببها البكتيريا النيسرية مينينجيتيديس. هذا المرض يسبب أعراض تشبه الإنفلونزا، وكذلك الغثيان والقيء وزيادة الحساسية للضوء وحالة ذهنية غير طبيعية أو مشتتة.

 

مرض الزهري:

هو مرض ينتقل عن طريق الجنس يمكن معالجته بسهولة ولكن من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يعالج بشكل صحيح. في المرحلة الأولى من المرض، قد تظهر القروح على الأعضاء التناسلية للشخص أو فتحة الشرج. وعادة ما تكون هذه القروح صغيرة وغير مؤلمة، وتشفى من تلقاء نفسها، مما يدفع العديد من الناس إلى تجاهلها ببساطة أو الخلط بينها وبين الشعر النامي أو العيوب. المرحلة الثانية من المرض هي الأكثر وضوحا وعادة ما يبدأ بطفح جلدي على واحد أو أكثر من أجزاء الجسم. في بعض الأحيان يمكن أن يكون هذا الطفح الجلدي خفيف جدا، حيث لا يسبب الحكة، بالتالي لا يلاحظ المصاب أي أعراض لمرضه. البعض الآخر قد تتطور لديه أعراض أكثر حدة مثل الحمى، تورم الغدد الليمفاوية وآلام العضلات. وإذا ما ترك مرض الزهري دون علاج خلال المرحلتين الأولى والثانية من المرض، فإنه يمكن أن يسبب مشاكل أكثر حدة في وقت لاحق، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. بعض الأشخاص لا تتطور أعراض المرحلة المتأخرة لديهم حتى 10 إلى 30 عاما بعد الإصابة بالمرض. وتشمل الأعراض في مرحلة متأخرة صعوبة تنسيق حركات العضلات، والشلل، والخدر، والعمى والخرف. يمكن أن يؤدي المرض أيضا إلى تلف الأعضاء الداخلية، مما قد يؤدي إلى الوفاة.

 

 مرض الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطي :

وفقا للمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية، فإن فيروس الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطى “سارس” هو الفيروس خلف وباء 2002 و 2003 الذى أسفر عن مصرع أكثر من 750 شخص في جميع أنحاء العالم. ينتقل سارس  من الخفافيش إلى البشر، مثل فيروس إيبولا، فيروس ماربورغ وميرس. ومن المحتمل أن الفيروس نشأ فى خفافيش حدوة حصان فى الصين.

سارس، هو نوع من الفيروسات التاجية، سميت بذلك لتميزها بشكل يشبه التاج عند فحصها تحت المجهر.

تتميز أعراض السارس بحمى عالية وسعال جاف وضيق في التنفس والتهاب رئوي وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية.

 

الجذام:

وفقا لمنظمة الصحة العالمية هو مرض معد، مزمن، تسببه بكتيريا تعرف باسم المتفطرة الجذامية. ويسمى أيضا مرض هانسن نسبة إلى الطبيب النرويجي الذي تعرف على البكتيريا المسؤولة. يؤثر الجذام على الجلد والأعصاب الطرفية والجهاز التنفسي العلوي والعينين، وإذا ترك دون علاج، فإنه يمكن أن يسبب ضعف العضلات والتشوه والتلف العصبي الدائم.

وفقا لمكتبة الطب الوطنية الأمريكية، تم عزل الأشخاص المصابين بالجذام لمنع انتشار المرض، ولكن كما يعرف الأطباء الآن، فإن الحالة ليست شديدة العدوى. ينتقل المرض من خلال رذاذ عطاس أو سعال شخص مصاب. إن مجرد لمس شخص مصاب بالجذام لن يسبب العدوى عادة، ويمكن أن يقوم الجهاز المناعي للشخص السليم عادة بمقاومة العدوى. ومع ذلك، فإن الأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بالجذام من البالغين.

Leprosy

يعتقد العلماء أن الهيكل العظمي الذي يبلغ عمره 4000 عام من الهند (الجمجمة المبينة هنا) قد يكون أول دليل أثري على المرض.

 

 

الحصبة:

الحصبة واحد من أكثر الأمراض شديدة العدوى (وتسمى أيضا روبيولا)، تسبب طفح جلدي أحمر مميز على الجلد. الأعراض الأخرى لهذا المرض الفيروسي مماثلة لأعراض نزلات البرد.

وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الحصبة شديدة العدوى حيث أن 90% من الأشخاص الذين يقفون بالقرب من شخص مصاب بالفيروس سوف يصابون بالعدوى.

يقول أيلين م. مارتي، أستاذ الأمراض المعدية في كلية هربرت ويرتهايم للطب وعضو في منظمة “هربرت فيرتهايم”: “بالقرب تعني على بعد 50 قدم أو الدخول إلى غرفة كان الشخص المصاب بالحصبة فيها – حتى بعد ساعتين من مغادرة الشخص المصاب للغرفة”.

لحسن الحظ، هناك طريقة سهلة للدفاع عن نفسك ضد فيروس الحصبة: الحصول على تطعيم. ومن أصل 1000 شخص تم تطعيمهم ضد الحصبة، لن يصاب 997 شخص منهم بالمرض أبدا.

 

الزيكا:

تم التعرف لأول على فيروس زيكا مرة في أفريقيا في عام 1947، هو أحد أنواع الفيروسات المصفرة ينتشر عن طريق البعوض من جنس الزاعجة. في حين أن المرض الذي يسببه فيروس زيكا ليس خطرا بشكل خاص بالنسبة لمعظم الناس، فإنه يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة للأجنة والمواليد الجدد.

وفقا لمركز السيرة على الأمراض والواقاية منها، واحد فقط من كل خمسة أشخاص مصابين بالفيروس يصيبهم المرض. قد يعاني أولئك الذين يصابون بالمرض من الحمى والطفح الجلدي وآلام المفاصل والتهاب الملتحمة (العين الوردية)، ولكن هذه الأعراض عادة ما تكون خفيفة وتستمر بضعة أيام فقط. غير أن العيوب الخلقية الخطيرة، ولا سيما صغر الرأس، مرتبط بفيروس زيكا، ويمكن أن يسبب الفيروس أيضا إجهاضا لدى النساء الحوامل، وفقا لمنظمة الصحة الأمريكية.

 

 

 

ترجمة: نهى دخيل الدخيل

Twitter: @nahawond

مراجعة: سارة محمد

 

المصدر:

Live Science: 27 Devastating Infectious Diseases

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!