crossorigin="anonymous">
12 مارس , 2018 بلقيس الشريف
ملخص:
إذا رغبت في أن تحاكي ماضي حركة الكون أو حاضر الطقس للتنبؤ بأحواله في الغد، فسوف تحتاج لمصادر حاسوبية هائلة حتى تعالج ذلك الكم الهائل من البيانات. ويسمى الجهاز الذي يجمع مثل تلك القدرة الحاسوبية، بالحاسوب الفائق. وتقاس قوة معالجة بيانات الحواسيب الفائقة من ناحيتين: السرعة على الإنجاز، والقدرة على معاجلة البيانات المختلفة. وهي صناعة كانت تهيمن عليها الولايات المتحدة إلى زمن قريب جداً، لكن الصين هي من تسيطر اليوم على الحواسيب الفائقة.
يُشِير تقييم حديث للحواسيب الفائقة حول العالم بأنك إذا رغبت في حاسوب فائق (سوبر كومبيوتر Supercomputer) يحل لك أعقد المشاكل التي يواجهها البشر فسوف يتوجب عليك التوجه شرقاً لا غرباً. والجهة المقصودة هي الصين التي لا تضم فقط أسرع جهازين حاسوبيين فائقين، بل إنها تمتلك 202 حاسوباً من بين أسرع خمسمائة حاسوب فائق على مستوى العالم اجمع! مما يجعلها الأولى عالمياً. بينما تراجعت الولايات المتحدة إلى المركز الثاني فأسرع حواسيبها الفائقة لا يظهر سوى بصورة هزيلة على لوائح التقييم على المركز الخامس، ولا تمتلك الولايات المتحدة اليوم سوى 144 حاسوباً فائقاً من أصل الخمسمائة الأوائل.
ولا يزال الحاسوب الفائق تايهولايت (TaihuLight) الموجود بمركز الحوسبة الفائقة بمدينة ووشي الصينية متربعاً على عرش السرعة، فهو قادر على إنجاز 93 كوادريليون (ألف مليون مليون) عملية حاسوبية في الثانية الواحدة، متجاوزاً سرعة حاسوب تيانهود 2 (Tianhe-2) صاحب المركز الثاني بثلاثة أضعاف تقريباً. أما الحاسوب الأمريكي تَّيتان (Titan) التابع لوزارة الطاقة والموجود في مختبر أوك ريدج الوطني فلا تتجاوز سرعته 17.6 كوادريليون عملية حسابية في الثانية الواحدة، مما يجعله بخمس سرعة تايهولايت وهو يقبع في المركز الخامس.
كما تفوقت الصين اأيضاً على جميع منافسيها من جهة امتلاكها للقدرة الحاسوبية لا السرعة فحسب، فهي تمتلك 35.4% من القدرة الحاسوبية لقائمة أقوى خمسمائة حاسوب فائق، بينما الولايات المتحدة لا تمتلك سوى 29.6% من قوة حواسيب القائمة. مما يوضح تراجع الولايات المتحدة في مجال الحواسيب الفائقة. وفعلاً يعتبر تصنيف الولايات المتحدة في قائمة أقوى خمسمائة حاسوب فائق اليوم هو الأسوأ لها منذ بدء التصنيف قبل 25 عاماً.
تدرك حكومة الولايات المتحدة موقعها المتأخر بحسرة شديدة، لذلك قامت بتخصيص 258 مليون دولاراً لوزارة الطاقة حتى تنتج حاسوب فائق على مقياس الإكسا Exa، وهي الحواسيب الفائقة القادره على أداء كوِنتيليون (1018، أي مليار مليار) عملية حسابية في الثانية الواحدة، وذلك بحلول سنة 2021 وتلك سرعة تعادل عشرة أضعاف سرعة تايهولايت. لكن أغلب الظن أن تتمكن الصين من بلوغ هذا الهدف أسرع من الولايات المتحدة وربما يحدث ذلك في سنة 2020، وإلى ذلك الحين تظل الهيمنة الصينية على صناعة الحواسيب الفائقة قائمة.
ترجمة: فهد محمد الحزمي
Twitter: @Q8_Lines
مراجعة: وجدان الغيهب
Twitter: @__WJ
المصدر:
MIT Technology Review America Just Can’t Match China’s Exploding Supercomputing Power
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً