الأسباب التي تجعل الاهتمام بالرعاية الصحية أمراً ضرورياً

26 أكتوبر , 2017

 

الملخص :

يقول ناثانيل فليمنج تشكل الرعاية الصحية فارقاً كبيراً بين الحياة و الموت.

  • عدم وجود تأمين صحي يجعل فرصة المريض بالشفاء ضئيلة.
  • يجب متابعة التحليلات الروتينية للقدرة على تدارك المرض والتعامل معه .
  • يستوجب الربو متابعة مستمرة مع الطبيب والتزام تام بالعلاجات الموصوفة.

 

في الوقت الذي يفكر فيه المسؤولون الرسميون بتمعن حول مستقبل الرعاية الصحية للشعوب, وجدت أنه من المناسب الحديث عن بعض القصص التي وضحت لي كيف يمكن أن تشكل الرعاية الصحية فارقاً كبيراً بين الحياة و الموت لمرضى قابلتهم خلال هذه السنة.

 

النوبات المرضية التي يعاني منها المهاجرون غير النظاميون

قابلت مؤخراً شاباً عشرينياً من المهاجرين غير النظاميين في كاليفورنيا عند قسم الطوارئ الذي قدم إليه بسبب نوبة تشنجية. وقد أظهر التصوير الدماغي لديه وجود اضطراب يجعل تكرار النوبات محتملاً وبدون علاج, فعلمنا بذلك أنه في حاجة للبدأ بالعلاج المضاد للصرع. في الحالات العادية نحول المريض إلى طبيب الأعصاب في العيادات الخارجية ليبدأ معه العلاج ويتأكد من استمرار المريض عليه وأنه يعطي مفعوله التام دون تأثيرات جانبية, لكن هذه الخطوة مستبعدة مع عدم وجود التأمين الصحي, الأمر الذي يجعل فرصة المريض بالشفاء ضئيلة ويعرضه بالتأكيد إلى مخاطر الإصابة بشكل كبير عند ممارسة بعض الأنشطة مثل ركوب الدراجة والطبخ والسباحة واستعمال أي أدوات أو آلات.

 

المرضى الحاملين للتأمين و المصابين بسرطان يمكن الحد منه في مراحله المتأخرة

جاءنا في العيادة أحد الأيام رجل متوسط العمر بعد شهور من المعاناة مع المرض دون أن يطلب العناية الطبية. كان الرجل يملك تأميناً صحياً حكومياً, لكنه ورغم مرور الوقت كان يتجنب التعامل مع المؤسسات الطبية وعيادات الأطباء, كما لم يتابع إجراء تحليلاته الروتينية الخاصة بالسرطان والتي يغطيها تأمينه. و للأسف اتضح من خلال تشخيصنا إصابته بالسرطان النقيلي في مراحله المتأخرة وقد انتشر في مناطق متعددة من جسده. ولو أن المريض أجرى فحوصاته الروتينية لكان من المحتمل اكتشاف السرطان مبكراً وعلاجه عن طريق الجراحة فقط.

 

الطفل المصاب بحالة مزمنة يشملها نظام التأمين الصحي الحكومي

خلال جولتي في عيادات الأطفال, رأيت في أحدها طفلاً متوسط العمر أُرسل من مدرسته مباشرة بعد معاناته من صفير و ضيق في التنفس بالإضافة إلى عدم قدرته على المشاركة في الأنشطة. و يعتبر الربو أحد أكثر الأمراض شيوعاً عند الأطفال و هو يستوجب متابعة مستمرة مع الطبيب في العيادات الخارجية بالإضافة إلى التزام تام بالعلاجات الموصوفة لتجنب الأزمات التي تجبر مريض الربو على زيارة غرف الطوارئ التي قد تكون ملجأه الوحيد للحصول على الرعاية اللازمة في حال عدم امتلاكه تأميناً صحياً, مما يعني أن هذا المرض قد يهدد حياة المصاب به.

و يمكنني القول بإيجاز أن التأمين الصحي الكافي يعد لازماً للمرضى بما يسمح لهم بتلقي الرعاية المطلوبة. و قد وجدت منذ البداية أن المرضى الذين لا يملكون تأميناً صحياً لا تتاح لهم فرصة الحصول حتى على أدنى أساسيات الرعاية الصحية في الحالات التي قد تهدد حياة المريض على المدى الطويل. كما أن الموضوع الآخر المعنيّ هنا هو أن “الحصول على الرعاية”يتضمن ما هو أكثر من امتلاك تأمين صحي, فوجود مقدمي الرعاية في الوقت و المكان المناسبين و قدرة و رغبة المريض في التجاوب مع العلاج يعدان أمران ضروريان كذلك. إننا في حاجة إلى تقديم الأفضل من جميع النواحي عبر توفير التأمين الصحي اللازم للعامة و نشر الوعي و التعليم فيما بينهم لمساعدتهم على التجاوب مع نظام التأمين الصحي بالطرق المناسبة.

 

 

 

ترجمة: بشرى طلال ضياء الدين

@BushraTalal_DTwitter

مراجعة: فاطمة الحازمي

Twitter: @fatimah_alhazmi

 

المصدر:

Kevin MD: This is why access to health care matters

 

 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!