حل جديد ومُختلف لآلام أسفل الظهر

حل جديد ومُختلف لآلام أسفل الظهر

7 أكتوبر , 2017

 

الملخص: تناول هذا المقال حلول أخرى لمواجهة الآم الظهر الحادة والمزمنة. الآم الظهرعادة ما تتم مواجهتها بمسكنات الألم كحل أولي وسريع وأحيانا بشكل دائم ومستمر. التوصيات الجديدة من قِبل الكلية الأمريكية للأطباء اعتبرت العلاج الدوائي جزء من الحل بعد تجربة طرق علاجية غير دوائية وبعد تصنيف نوع الألم ومدته وأسبابه.

 

ما الحل لآلام أسفل الظهر؟ أحد أكثر الأسئلة تحديًا لأجيال من المرضى والأطباء. إجابة هذا السؤال تغيرت على مدى الأعوام الماضية. عندما كنت في كلية الطب ببدايات 1980، كان العلاج المُوصى به لألم أسفل الظهر الحاد هو أخذ قسط من الراحة على السرير لمدة أسبوع أو أكثر. في بعض الأحيان يتضمن الدخول إلى المستشفى. بعد ذلك وضّحت الأبحاث أن البقاء على السرير لفتراتٍ مطولة كعلاج فكرة سيئة. البقاء مُستلقيًا على السرير كانت أسوأ من أن يخفف المُصاب من نشاطه الحركي ليوم أو يومين وبعد ذلك يقوم بزيادة النشاط الحركي تدريجيًا، مُتضمنًا تمديد وتقوية عضلات الظهر.

بالإضافة لذلك، مثلت الأدوية المُسكّنة للألم ومضادات الالتهاب غير الاستيرويدية والمرخيات العضلية جُزءًا من العلاج الأساسي لألم الظهر. لكن التوصيات الصادرة في فبراير 2017 حثّت الأطباء على تغيير طريقتهم لعلاج ألم الظهر مرة أخرى.

 

هل من المعقول أن مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية غير مناسبة لعلاج ألم الظهر؟

نعم. كشفت دراسة حديثة أن مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية غير جيدة لآلام الظهر، بل وتم إصدار توصية جديدة توصلت أنه من الأفضل الابتعاد عن جميع أنواع الأدوية في البداية على الأقل.

قامت الكلية الأمريكية للأطباء بإصدار قواعد إرشادية جديدة لعلاج ألم أسفل الظهر بناءً على مراجعة 150 دراسة. وكان للأدوية أثر بسيط ومؤقت في علاج الألم، لذلك من البديهي البحث عن حل آخر غير الأدوية بناءً على نوع ألم الظهر ومدته.

 

إذا كان ألم الظهر جديد (استمر لأقل من 12 أسبوع) قم بتجربة التالي:

  • الحرارة.
  • المساج.
  • العلاج بوخز الإبر.
  • تعديل العمود الفقري، عند مراكز العناية بالعمود الفقري.

إذا فشلت جميع هذه الخيارات، من الممكن اللجوء لاستخدام مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية ومُرخيات العضلات. ولكنها ليست الخيار الأول بسبب أعراضها الجانبية و فائدتها البسيطة.

 

لألم أسفل الظهر المزمن ( استمر لأكثر من 12 أسبوع)، قُم بتجربة الآتي:

  • التمارين (مُتضمنة: التمدد، تحسين التوازن، تقوية العضلات الأساسية).
  • العلاج البدني.
  • العلاج بوخز الإبر.
  • برامج مبنية على التركيز التام للذهن والتأمل بهدف تخفيف الضغوطات.

ويوجد طرق أخرى، مثل: رياضة الكونج فو، اليوقا، أو تقنيات استرخاء متطورة ممكن أن تكون جيدة.

 

إذا فشلت جميع هذه الخيارات قم باستخدام الأدوية المضادة للالتهاب غير الاستيرويدية، تريمادول أو دولوكسيتين. تستطيع استخدام الأدوية الأفيونية فقط عند فشل كل هذه الخيارات وبعد مراجعة عميقة لفوائدها ومخاطرها عليك مع الطبيب.

من المهم التركيز على نقطة أن هذه المقترحات لألم أسفل الظهر الناتج عن تمارين شديدة غير معتادة وليست للآلام الناتجه عن أسباب خطيرة كإصابة قوية أو سرطان أو عدوى أو كسور.

 

ماذا لو استمر الألم؟

إذا استمر الألم بالرغم من تجربة جميع المقترحات (بالأدوية وغير الأدوية)، قد يقوم الطبيب باللجوء لاختبارات إضافية مثل: الرنين المغناطيسي أو علاجات أخرى. تذكر أن حالة كل شخص تختلف عن الآخر، حتى لو كان الدواء غير فعّال بالغالب قد يكون فعّال لحالتك.

 

من المحتمل أن ترى وصول هذا؟

من المعروف منذ سنواتٍ عدة أن أغلب آلآم أسفل الظهر تتحسن بمفردها بدون تدخل، بغض النظر عن العلاج. لذلك التحدي هو إيجاد طريقة تُسهل وتخفف من الأعراض بفترة إنتظار التحسن.

 

كيف تستطيع أن تعرف الألم غير خطير؟

لا تستطيع! لكن الإحصائيات تقول أن 99% من آلآم أسفل الظهر لا تنتج عن أسباب خطيرة. لكن لاستقصاء الأسباب الخطيرة، سيسألك طبيبك هذه الأسئلة:

  • هل لديك سرطان؟
  • هل خسرت وزنك بشكل مفاجئ وغير مخطط له؟
  • هل لديك مشاكل بالجهاز المناعي (بسبب أدوية أو مرض)؟
  • هل تستخدم أدوية وريدية؟
  • هل أُصبت بحرارة مؤخرًا؟
  • هل أُصبت إصابة قوية بأسفل ظهرك مؤخرًا؟
  • هل تعاني من سلس البول؟

تُساعد هذه الأسئلة في التعرف على العوامل التي تزيد من احتمالية كون السبب لألم الظهر هو عدوى، سرطان أو أحد الأسباب الخطيرة الأخرى.

 

ماذا إذًا؟

هذه القواعد الإرشادية الجديدة تؤيد علاج حالة شائعة كانت تُعد منذ سنوات كمرض فظيع وصعب. العلاجات المقترحة ليست بالجديدة لكن عدم التشجيع على استخدام الأدوية كخطوة أولية للعلاج يُعد نقلة نوعية عن التوصيات القديمة. وصلني إيميل بعد نشر القواعد الإرشادية الجديدة بعنوان: “خُذ حصتين يوقا وقم بمراجعتي بعد شهر؟” قد لا تكون هذه فكرة سيئة!

التطبيق الطبي من الصعب أن يتغيّر بسرعة، وقد يكون لهذه الإرشادات أثر بسيط في الوقت الحالي. لكن لن أتفاجأ لو أصبح العلاج اللادوائي هو المعتاد عليه مع مرور الوقت. العديد من مرضايّ يريدون هذا النوع من العلاج بغض النظر إن قمت بوصفه لهم أم لا.

بعد كل هذا، الأدوية المعتادة لألم أسفل الظهر ليست بهذه الفعالية وقد تُسبب مشاكل للمريض.حان الوقت لأن نعي وجود طُرق أفضل لحل المشكلة.

 

*هذه المقالة كُتبت على لسان الدكتور روبرت شميرلنج، محرر للمنشورات الصحية بجامعة هارفرد

 

 

 

ترجمة: أسماء ميسر دلحي

Twitter: @2sawmah

مراجعة: كوثر عبدالعزيز

Twitter: @kawtherAlmaz

 

 

المصدر:

Harvard Health Publishing

 

 

 

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!