الجانب المظلم للمنارات

الجانب المظلم للمنارات

11 يوليو , 2017

 

لقم من الرصاص المنصهر والطقس البري والجنون جميعها مخاطر مهنية تواجه حارس المناره مؤخرًا .

حراسة المنارة ليست لأصحاب القلوب الضعيفة حيث يعيش الحراس في عزلة ويتحملون عواصف عنيفة في حين يجب أن يكونوا جاهزين لإستقبال حطام السفينة في بعض الأحيان.

ويجب عليهم أيضًا أن يكونوا مكتفين ذاتيًا وفعالين وسعداء مع شركتهم الخاصة ولايخشون المرتفعات، ومع ذلك فإن “ويكيز” لديهم اليوم كل سلبيات المزاج مقارنة مع أسلافهم. وكثيرًا ما واجه المشاركون في المنارات في وقت مبكر مخاطر معينة ذات حجم أكبر بكثير. وهنا خمسة من تلك المخاطر التاريخية.

 

 

1- الحريق والمسببات:

حتى اختراع المصباح الكهربائي “الضوء” في المنارة والذي عادةً ما يصدر لهب ، إذا لم يتم السيطره على النيران فأن الكارثة يمكن أن تحدث بسرعة. وهذا ما حدث في صخور إديستون قبالة الساحل الجنوبي لإنجلترا في عام 1755 في أعلى المنارة هناك.

في ذلك الوقت كان هيكلها من الخشب المغلف وسقفها من الرصاص, اكتشف (هنري هول) حارس المنارة البالغ من العمر 94 عامًا أن شرارة ربما من شمعة في الفانوس قد طارت وعلقت على الجزء العلوي من البرج, وعندما نظر إلى القاعة رمى دلو من الماء على الحريق ثم تدفق تيار من الرصاص المنصهر من السقف أسفل وجهه وحلقه بشكل لا يصدق، نجا هول لمدة 12 يومًا و عندما توفي كشف تشريح الجثة معدته وقد حوت على 200 غرام من الرصاص الصلب.

 

اشتهرت (إيدت لويس) ابنة حارس منارة في صخرة الليمون في نيوبورت رود آيلاند، بإنها منقذة في أواخر القرن التاسع عشر، وكان يطلق عليه اسم “أشجع امرأة في أمريكا” وقد قامت بمعظم عمليات الإنقاذ بنفسها في القارب و التي تعلمتها في الصف أثناء نقل أشقائها إلى المدرسة الى البر الرئيسي على بعد 200 متر.

قدمت لويس أول إنقاذ لها في سن المراهقة عندما هرعت لإنقاذ أربعة صبية انقلب زورقهم وحملتهم على قاربها ثم ذهبت إلى إنقاذ ما لا يقل عن 18 شخصا آخرين، واستخدمت مرة واحدة حبل للملابس لإنقاذ بعض الرجال الذين هبطوا من الجليد على الميناء المجمد, و أمضت حياتها في الليم روك واستولت على المنارة في عام 1879 بعد وفاة والدها وتدهور صحة والدتها, كانت حراسة النساء للمنارة أمر غير شائع، وفي حين أصبحت المرأة تعرف موقعها ومايجب فعله فإن أفراد الأسرة الإناث غالباً ما يكونون أكثر ملاءمة للقيام بواجبات المنارة إذا توفى أزواجهن أو آبائهن , بقيت لويس الحارس في الصخور الليمونية حتى وفاتها في عام 1911.

 

 

2- الطقس البري:

المجلة التي خلفها ثلاثة رجال اختفوا من المنارة في جزيرة إيلان مور قبالة الساحل الشمالي لاسكتلندا في عام 1900 هي شهادة على كيف يمكن أن يكون الطقس الساحلي المتقلب والخطير وكيف يمكن أن يلعب مع حكم الشخص أدى الطقس العاصف إلى تأخر رحلته إلى المنارة لعدة أيام، وبعدها وصل حارس بديل إلى ايلان مور عن طريق القوارب فقط لتجد أن الثلاثة الذين كانوا في الخدمة  قد ذهبوا, ولم يتبق سوى القرائن المبهمة والمتبعثرة: ساعة موقوفة، كرسي مطروق، ومعطف واحد.

وأظهر السجل أن المنارة كانت محاصرة بسبب عاصفة هائلة ورياح شديدة جدًا، وكان الرجال قد دعوا وسألوا الله أن يسلمهم من العاصفة وأشار الحارس البديل إلى أنه فى الجانب الغربى من الجزيرة تعرضت المعدات التى ترتفع مساحتها 33 مترا فوق مستوى سطح البحر – التى تصل الى مبنى مؤلف من 10 طوابق – إلى أضرار بسبب الأمواج, وانتهى التحقيق بأن الرجال وللأسف قد غادروا البرج، ومن المرجح أنهم كانو يحاولون تأمين المعدات خلال استراحة في العاصفة أو ربما للإنقاذ ومن ثم اجتاحتهم موجات ضخمة إلى البحر.

 

 

3- الزئبق السام:

قبل انتشار الكهرباء والأتمتة في 1960 كان الأمر متروك لحارس المنارة لضمان عدسة واسعة النطاق التي يمكن أن تزن ما يصل إلى اثنين ونصف طن للاحتفاظ بالغزل طوال اليوم وكل يوم.

العدسة متعددة الأوجه تحول في سرعة مجموعة لإشعال ضوء الفلاش و في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت العدسة عادة ما تكون موضوعة على عجلات أو محامل وتعلق على أعمال الساعة والتي سيحرسها الحارس بشكل دوري. وفي عام ١٨٩٠بدأت عدسات بعض الحراس تطفو في الزئبق السائل وفي حين أن قاعدة المعادن للعدسة تنسج بسهولة أكبر في الزئبق مما ساعد على تدوير ضوء أسرع مع لف أقل تواترا.

وكان الفلاش السريع الناتج أكثر أمنًا للبحارة، ولكن ليس للمحافظين الذين تنفسوا ولمسوا الزئبق في جولات التنظيف اليومية وقد تساءل العلماء الحديثون عما إذا كان الزئبق وليس العزلة وراء التقارير التي تفيد بأن حراس المنارة يتصرفون بشكل غير منتظم أو يفتقدون الى التعقل لأن التسمم بالزئبق المزمن يسبب البلبلة والاكتئاب والهلوسة وكان وليام براون الحارس الأول المتمركز في جزيرة باليناس في كولومبيا البريطانية متهم بالجنون في مايو 1905 بعد أن بعث برقية غريبة إلى زميل, كما اشتكت أيضا زوجته ماجي والتي عاشت معه في الجزيرة، من سلوكه العنيف وعاد في يونيو بعد أن تحسن تحسنًا واضحًا إلى المنارة إلا أنه تأزم مرة أخرى في أبريل 1906 في حين أنه لا توجد وسيلة لاثبات ذلك ، ويشير هذا التكرار إلى أن التسمم بالزئبق قد لعب دورًا في صحة براون.

 

 

4- العزلة الشديدة:

ومن المحتمل أن تجذب المنارات بعض الناس الذين يعانون من مشاكل في المجتمع، ولكن حارس جزيرة كليبرتون كان حالة متطرفة, الخطر في هذه الحالة لم يكن للحارس ولكن للشعوب العالقة على جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ 1000 كيلومتر قبالة الساحل الجنوبي الغربي للمكسيك معه, فمنذ عام 1899 كانت جزيرة كليبرتون قد دعمت مستعمرة صغيرة لتعدين الغواصات ولكن بحلول عام 1915 أوقفت الاضطرابات السياسية في المكسيك سفن الإمداد من تجديد المجتمع، مما ترك بقية السكان في الجزيرة يعانون من الجوع.

وكان الطعام الوحيد المتاح الطيور والبيض، مما أدى إلى انتشار الاسقربوط, انطلق أربعة رجال في قارب للمساعدة لكنهم غرقوا جميعا وترك حارس المنارة فيكتوريانو ألفاريز الرجل الوحيد في جزيرة مع حوالي 12 امرأة وأمسك بندقية وألقى بقية الأسلحة في المحيط واستعبد النساء و أساء معاملتهم جسديًا وعقليًا وجنسيًا , بعد عامين من هذا تمكنت امرأة واحدة تدعى تيرزا راندون من قتل ألفاريز عن طريق تحطيم رأسه بمطرقة بينما كان منصرف ومن ثم أنقذت سفينة عابرة بالنساء في نهاية المطاف.

 

 

 

 

 

ترجمة: مرام عبدالعزيز

Twitter: @m__azoz

مراجعة: منيرة فهد

Twitter: @Mun91S

 

 

الرابط:

Hakai Magazine

 

التعليقات (1) أضف تعليقاً

fatima منذ 7 سنوات

💕nice topic and good translation
keeping 👍


اترك تعليقاً انقر هنا لإلغاء الرد

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!