لماذا لا يحتاج الأطفال الأصحاء لأجهزة المتابعة الوهمية؟

لماذا لا يحتاج الأطفال الأصحاء لأجهزة المتابعة الوهمية؟

31 مايو , 2017

 

 

 

كثرت الأجهزة المستخدمة حتى الآن لمتابعة الأطفال والتي تعمل أكثر من مجرد عرض فيديو فقد تقيس بعض العلامات الحيوية كالتنفس ومعدل ضربات القلب والسماح للوالدان بتتبع حالات أطفالهم على هواتفهم الذكية. ولكن هذه المتابعة قد لا تكون لها فوائد طبية كما تشير بعض الأبحاث !

فقد قال الباحثون أن هذة الأجهزة المستخدمة لمتابعة حالة الطفل غير دقيقة وقد تعطي إنذارت خاطئة قد تعكس صحة الطفل وسلامته وهذا لا يعني في الواقع أن هناك شيئًا خاطئًا، وفي تقريرهم فحص الباحثون عن مميزات خمس متابعات للرضع التي تم إدخالها خلال العامين الماضيين بإستخدام أجهزة الهواتف الذكية وكما نظر الباحثون إلى المعلومات عبر الإنترنت عن هذه الأجهزة على مواقع الشركات المصنعة، كانت أجهزة المتابعة المذكورة في التقرير هي ( MonBaby, Baby Vida, Owlet, Snuza Pico and Sproutling) والتي تتراوح تكاليفها بين ١٥٠ إلى ٣٠٠ دولار .

 

المشكلة الوحيدة التي وجدها الباحثون هي أن أجهزة المتابعة سوف تصدر إنذارا عندما يكون الطفل في حالة جيدة,
على سبيل المثال قال الدكتور كريستوفر بونافيد – دكتور الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا والذي شارك في هذا التقرير -: ” ممكن أن يكون الطفل الذي يبلغ من العمر شهرًا مضطربًا ويبكي فتصبح معدل ضربات القلب لديه تتجاوز ١٨٠نبضة في الدقيقة مما يؤدي إلى تنبيه عن معدل ضربات القلب على شاشة جهاز بيبي فيدا المحدد مسبقًا “، مستوى معدل ضربات القلب لا يهم حقًا في هذا الوضع. لكن الذي يهم هو أن الوالدان قد يضطرا لمتابعة الطبيب للإطمئنان على صحة الطفل مما يؤدي إلى عمل تخطيط القلب والأشعة السينية للصدر وتحاليل الدم للمتابعة .

وقال: ” أن الطفل سيتعرض لأمور لا لزوم لها مثل الأشعة ومخالطة المرضى الآخرين وإنتقال العدوى في غرف الإنتظار وقد يغيب الوالدان عن العمل ويشعران بالقلق ومن بعدها دفع فاتورة العلاج والكشف لا تدعي الشركات المصنعة على مواقعهم الإلكترونية أن منتجاتهم يمكن أن تشخص المرض أو تعالجه أو تمنعه ​​عند الرضع غير أن الباحثين وجدوا أن الفيديو الدعائي لأوليت ( Owlet ) يشير إلى متلازمة الموت المفاجئ للأطفال – وفاة الطفل الغير مبرر لها أثناء النوم – ويقترح أن يقوم الجهاز بإخطار الوالدان بأن هناك شيئًا خاطئًا يحدث للطفل في التقرير الذي نشر في مجلة جاما.

 

وقال بونافيد :” أن لا يوجد على الإطلاق أي دليل على أن إستخدام جهاز مراقبة الإشارات الحيوية في المنزل يمكن أن يمنع متلازمة الموت المفاجئ بل هناك إحتمالات للضرر إذا إختار الوالدان إستخدامها”. وأضاف الباحثون إنه لا يوجد دليل على أن هذه الأجهزة دقيقة في قياس المؤشرات السريرية لصحة الطفل . وقال بونافيد “أن الوالدان يهتمون في هذه الأجهزة لمراقبة صحة أطفالهم من حبهم ويريدون أن يبذلوا كل ما في وسعهم للحفاظ على صحة أبنائهم “، رصدت الشركات أن هذه الأجهزة تعتبر “مريحة للبال” بأنها تقدم التنبيهات إذا كان هناك شيء خاطئ في صحة الطفل.

قال بونافيد:” يجب على الآباء مناقشة إستخدام مثل هذه الأجهزة مع أطبائهم . فيتعين على الأطباء بعد ذلك أن يحاولوا فهم المخاوف التى قد تدفع الوالدان إلى البحث عن هذه الأجهزة فى المقام الأول وأضاف أنه بمجرد معالجة هذه المخاوف يتوجب على الأطباء طمأنة الوالدان بأن الأطفال الأصحاء لا يحتاجون إلى مثل هذه الأجهزة”.

 

هذه الأجهزة غير مجدية طبيًا ولا يستفاد منها إلا أن تكون مريحة للبال من أجل الوالدين اللذين يريدون أن يبذلوا كل ما يستطيعون للحفاظ على سلامة أبنائهم وأعتقد الشركات أستغلت هذا القلق المتواجد لدى الآباء من أجل الربح المادي للأجهزة أكثر من كونها ذو فائدة طبية.

 

 

 

ترجمة: مشاعل عبدالله

مراجعة: سعد العنزي

 

 

المصدر:

livescience


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!