نظرية العقل: هل يوجد التعاطف في أجزاء محددة من الدماغ؟

نظرية العقل: هل يوجد التعاطف في أجزاء محددة من الدماغ؟

31 مايو , 2017

“نظرية العقل” هي تلك المهارة الحيوية التي تمكننا من فهم الكيفية التي يفكر ويشعر بها الآخرون ، وتساعدنا على التنبؤ بسلوكياتهم ، والتي تعد من أساسيات الوعي البشري الضرورية لكافة التفاعلات الاجتماعية في الحياة اليومية. يناقش هذا المقال مكان وجود هذه القدرة في أدمغتنا، وما إذا كان هناك أجزاء محددة من الدماغ ترتبط بهذه القدرة ؟

 

 

إن الاعتماد على مستوى المهارات الاجتماعية المكتسبة خلال الحياة اليومية فقط  قد لا يجعل منك اجتماعياً أو متعاطفاً !  فهناك مهارة حيوية يطلق عليها علماء النفس ” نظرية العقل” يُشحذ بها عقلك من عمر أربع سنوات تقريباً، وهي التي تساعدك على الإبحار في طريقك نحو التفاعلات الاجتماعية، من خلال اكسابك الكفاءة العقلية التي تمكنك من قراءة الحالة النفسية والعاطفية للشخص الآخر .

 

 

” نظرية العقل ” تتمثل بالقدرة على إسناد الأفكار والمعتقدات للآخرين، وهي ما تجعلنا على بينة من أنفسنا وهي ما يميزنا عن الآخرين، فهي تساعدنا على فهم إمكانية أن يرى الآخرون العالم بشكل مختلف عن الطريقة التي نرى نحن العالم بها. هذا هو السبب في تمكننا من فهم ما يفكر به شخص ما، وتوقع ماذا سيفعل أو ماذا سيقول.

(بعض الأشخاص ممن يعانون من اضطرابات النمو العصبي يفتقرون إلى التطور التام لنظرية العقل، وبالتالي يواجهون صعوبة في هذا النوع من الفهم).

 

في دراسة نشرت مؤخرا في ” journal Nature”، وجد فريق من العلماء  مكان تواجد هذه القدرة في الدماغ ؟

ومن أجل فهم كيفية تطور نظرية العقل، قام الباحثون في معهد ماكس بلانك للعلوم الإنسانية المعرفية والدماغ بتحليل صور لأدمغة 43 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و 4 سنوات، حيث ينظرون إلى الاتصال في المادة البيضاء للدماغ أثناء أداء الأطفال لنوع من الاختبارات يسمى “اختبار الاعتقاد الخاطئ”. و يُستخدم الاعتقاد الخاطئ لفهم أن الشخص الآخر سيتوقع شيء مختلف عن الواقع . على سبيل المثال،  يُعرض على الطفل مغلف شوكولاته يحتوي على الطباشير  بدلا من الشوكلاته ، ثم يُسأل الطفل : لو سألنا  طفل آخر عن الشيء الذي بداخل هذا المُغلف ماذا سيتوقع؟ . فإذا كانت نظرية العقل  متطورة لدى الطفل، فسيفهم أن الطفل الآخر سيتوقع الشوكولاتة.

وفي هذه الدراسة ، وجد المؤلف أن نظرية العقل تنمو بالتزامن مع المادة البيضاء في أجزاء معينة من الدماغ: ” فالأطفال الذين يبلغون من العمر 4 سنوات لديهم مادة بيضاء أكثر نضجا في هذه المناطق ونظرية العقل لديهم أفضل من البالغين من العمر 3 سنوات ”

وأوضح المؤلف الرئيسي شارلوت غروس فيسمان. “هذه العلاقة محددة لقدرات نظرية العقل، ولا يمكن تفسيرها بالتطورات في المجالات المعرفية الأخرى، مثل القدرات اللغوية للأطفال، الذكاء العام، أو الوظائف التنفيذية”.

 

 

ووجد الباحثون أيضا وجود صلة بين نظرية العقل وزيادة الاتصال بين منطقتين من الدماغ: التقاء الفص الصدغي، الذي ينطوي على التفكير في الآخرين، والتلفيف الجبهي السفلي، وهي منطقة في الفص الجبهي تدعم التفكير في المفاهيم المجردة مثل المعتقد والواقع. فكلما كانت الروابط بين هذه المنطقتين أقوى، كلما ازدادت  قدرة الطفل على التعاطف، والتقاط الإشارات غير اللفظية، وإدراك أن نوايا شخص آخر قد لا تكون بالضرورة متوافقة مع مصلحته الخاصة ، وبعبارة أخرى فهم كافة التفاعلات الاجتماعية التي تحدث في حياته.

 

ترجمة : زهراء الشهري

تويتر: _zahora_@

 

مراجعه : صفيه الحربي

توينر : safeah8@

 

المصدر:

Science Of Us

 

 

التعليقات (2) أضف تعليقاً

عبير الأحمري منذ 6 سنوات

عظيم ..

منصور منذ 5 سنوات

ومن قال أن العلم يأتي اولا ؟!!
الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن .


اترك تعليقاً انقر هنا لإلغاء الرد

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!